العلكة الطبیعیة

علك الصمغ الطبیعي

إن كلاً من المصطلحات: علك الصمغ الطبیعي، العلك الطبيعي، العلك الجبلي، علك الشجر، العلك النباتي، علك التربنتين، العلك الكوردي و…..  هي مصطلحات شائعة بالنسبة  للعلکة المنتوجة من الصمغ الطبيعي.  وفي الواقع، يُعتبر علك الصمغ الطبیعي مصطلحًا شعبياً متداولاً علی الألسن للعلك الطبيعي. والمقصود بعلك الصمغ الطبیعي هو الصمغ المستخلص من شجرة البطم الأطلسي. إن الاستفادة البشرية من الصمغ المتساقط من شجرة البطم الأطلسي لها تاريخ طويل وزاخر جدًا.

فلقد كانت الحبات الدمعیة المتساقطة من شجرة البطم ولا تزال موضع اهتمام البشر على مر العصور وذلك بسبب خصائصها الطبية والعلاجية القيمة والكبيرة؛ ما جعل الكثير من الناس یعرفونها، علی أنها کانت تُستهلك بشكلها التقليدي المرّ أو مطبوخًا، ونشهد في وقتنا الحالي أیضاً أنها تباع وتعرض بالجملة وبنفس الطريقة القديمة التقليدية؛ حیث یتم وضع العلکة الطبیعیة بكميات كبيرة في أكياس من النايلون الشفاف غير الموحد دون أن یتم علیها الإجراءات الصحية والمخبرية اللازمة، فلا يوجد أي نوع من العبوات المخصصة لعرضها في الطریقة التقليدية، وبالنتيجة نجدها لا تحمل أية علامة قياسية أوموافقة صحية تدل عليها.

ولكن ومع تقدم التكنولوجيا والتطورالعلمي في أيامنا هذه، فقد أصبح من الممكن إنتاج العلکة الطبیعیة من الصمغ، بحیث يمكن من خلاله الحفاظ على قوامه وخصائصه من جانب، ومن جانب آخر یتم عرضه وبيعه في الأسواق بشکل صحي ألذ وأكثر حداثةً ورتابةً. ففي هذه الحالة، تتم معالجة الصمغ الأساسي في ظل ظروف صحية في بيئة المصنع وبالمعدات المخبریة وتحت إشراف الخبراء المتخصصين. ولذلك، فإن الطريقة التي تتیح لتناول الصمغ الطبيعي براحة البال هي تحضيره على شكل العلكة الطبيعية الحاملة للعلامات التجارية المشهورة والمعتبرة.

الصمغ الطبيعي

تُعد شجرة الفستق الجبلي التي تحمل الاسم العلمي Pistacia atlantica، نوعاً من أنواع أشجار الفستق ومن أكثر أنواع النباتات قيمة وغنى. حيث تُستخدم أجزاء مختلفة من شجرة البطم بما في ذلك عصارتها وثمارها وبذورها وألخ في مجالات مختلفة. ونجد معظم أشجار الفستق الجبلي (شجرة البطم الأطلسي-مستكي-البطوم) تنمو في جبال زاغروس بغربي بلاد إیران .

وعندما تتعرض جذوع هذه الأشجار للقطع أو الجرح، یتساقط منها صمغ سميك ولصق ليعمل مثل الضماد للجروح فتغطیها وتساعد علی التئامها؛ وذلك بحمایتها من الحشرات والطفيليات والعناصر المرضیة الأخری. ولقد تعدد استخدام الصمغ ولقرون عديدة وذلك بسبب فوائدها ودورها الفعال في الصحة. تفرز شجرة البطم الصمغ كمثيلاتها من الأشجار الأخرى، ویعرف هذا الصمغ (المسمی بـ «سَقِّز» في إیران) بلونه الأخضر الزاهي السميك واللصق، ويتمتع بطبيعة دافئة وجافة، وبشكل عام، فإن طبیعة صمغ شجرة البطم (السقّز) حار وجاف إذا کان طازجاً، وتزداد درجة جفافها بتجفیفها.

ونظرًا لقيمته الاقتصادية الكبيرة، يُعد صمغ شجرة البطم (السقّز) أحد أهم المصدّرات من ناحیة جني العملة الأجنبية للبلاد. لصمغ شجرة البطم العديد من الاستخدامات في مجالات مختلفة. ولعل الاستخدام الأكثر شيوعاً له استخدامه في إنتاج العلك الطبيعي ویمکننا أن نجده فضلاً عن مظهره الأصلي (عصارة سمیکة ولزجة) في أشكال أخرى، حيث يمكن العثور عليه على شكل قطع (قطع صلبة من الصمغ الطبیعي النقي)، وأقراص، وكبسولات، وعلك المضغ (مثل علكة بَن الطبيعية)، ومسحوق القهوة بالصمغ الطبیعي، وغيره من الأشكال المختلفة الاخرى….

خصائص التربنتین

يُعد التربنتین (مستخلص شجرة البطم) من أكثر النباتات الطبية فائدة، حيث يتم استخدامه بطرق مختلفة وأشكال متنوعة في صناعة المواد الغذائية والطب التقلیدي. وسنذكر فيما يلي، مزايا وخصائص التربنتین في مختلف المجالات العلاجية والدوائية، وتطبيقاته المختلفة في مجال الصناعة:

• ملين، ومعالج الإمساك وفعال في علاج أمراض المعدة
• أوصى به ابن سينا لعلاج أمراض الجهاز الهضمي
• زیادة إفراز اللعاب من خلال مضغ العلکة الطبیعیة وانخفاض نسبة حمض الفم
• مزيل رائحة الفم الكريهة
• مانع عن تسوس الأسنان
• عامل على تسكين آلام المفاصل والروماتيزم
• مفید في علاج التهاب الشعب الهوائية والربو
• مضاد حيوي طبيعي، ومضاد للبكتيريا المسببة في حدوث قرحة المعدة والاثني عشر
• عامل علی تحسين التورم والتشققات الجلدية وحكة الجلد وذلك عند مزجه مع زيت الزيتون.
• مفید في هضم الطعام وفاتح للشهية
• مفید في التخلص من حصی الكلى وذلك عن طريق تناوله خاماً وعلى الريق
• مفید في علاج جفاف الفم
• یستعمل مسحوق صمغ شجرة البطم لتنعيم الحلق وتخفيف آلام الرئة
• مفید في التئام الجروح وذلك بفرك عصارة شجرة البطم على الجرح
• مفید لالتئام القرحة السكرية بعد خلطه بالعسل وعصارة الصبارة
• مفید تناوله لتقوية العيون إذا بعد طبخه علی البخار
• قابل للبلع
• مفید في التئام وتقوية اللثة
• مدمر بكتيريا هيليكوباكتر وبيلوري (المسببة في قرحة المعدة)
• مفید في الحد من الأمراض القلبیة
• مفید في زيادة صحة الفم وسلامته
• مقلل لأعراض IBD )مرض التهاب الأمعاء(
• مساعد علی علاج مرض كرون
• مفید في کفاح السرطان
• واق من الجلوكوما
• معالج لالتهابات الكبد ووقایته
• مفید في الحفاظ على حيوية الخلايا
• مقاوم للمیکروبات
• مقلل الالتهابات

التطبیق الصناعي للصمغ الطبیعي

يُستخدم الصمغ الطبيعي فضلاً عن خصائصه الطبية والعلاجية، في الصناعات المختلفة  كصناعة العطور والأدوية. فإنه مرکب من زيت التربنتين والقلفونیة؛ حيث يمكن استخدام زيت التربنتين في إنتاج المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب الضارة، وفي تعطير الصابون، والمنظفات، وفي إنتاج شحم ملمّع الأحذیة أیضاً. ويُستخدم القلفونیة کمضیف للحجم في صناعة نشاء الورق، وفي صناعة الطلاء وغراء عجینة الورق، وملينات البلاستيك. والشموع الصناعية وكذلك في إنتاج العلك .

بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم مشتقات القلفونیة أيضًا في تحضير الزيوت المعدنية، وحبر طباعة الجرائد، والسوائل اللاصقة، وزيت الکبول، والسائل المستخدم في اللحام، وفي الأرضيات، وتحضير الراتنجات المعدنية، وصناعات الأوراق الخاصة، والدهانات الخزفیة وألخ.

اللبان

إن اللبان (Olibanum) جنس من النبات یتبع فصیلة Boswellia (الفصیلة البخوریة Burseraceae). يُطلق على اللبان في اللغة العربية بــ “الصمغ الرومي” . أولاً، تجرّح اقسام مختلفة من الجذع، لتتساقط حبات اللبان الدمعية تباعا من تلك الشقوق، وعندما يتعرض للهواء يسمُك ويشتد قوامه،  كما ويمكن أيضًا استخدام مستخلص اللبان كعلكة للمضغ، وتكون في هذه الحالة بشكل خام وذات مذاق مر، يمكن العثور على اللبان بأحجام وألوان مختلفة في الأسواق. ويُعد اللبان الأبيض أفضل من أنواع اللبان في السوق، فإذا ما قُمت بغلي اللبان فإنه سيتحول إلى مادة تسمى الصمغ؛ بحیث لها قوام مرن مثل العلكة، إلا أنك لو ابتلعت هذا الصمغ فیهضم في معدتك.

ولللبان كالتربنتين خصائص لا تعد ولا تحصی بحیث یستخدم : تقوية اللثة، وإزالة رائحة الفم الكريهة، وتقوية الذاكرة، وزيادة معدل الذكاء، وتقليل خطر الإصابة بمرض آلزهايمر، والتطهیر والتعقیم ومقاومة الميكروبات، والتحكم بالخلايا السرطانية، وألخ.

ماهو الفرق بين زيت التربنتين واللبان

لقد اهتمت المقالات في غالبیة الأحیان بمناقشة أوجه التشابه بين كل من زيت التربنتين واللبان، هذا في حين أنهما مختلفين تمامًا عن بعضهما البعض، حيث أنّ كلاً من زيت التربنتين واللبان مستخلص من نباتات طبيعية تنمو لوحدها، حيث يتم إفرازهما من الاشجار على شكل الصمغ أو العصارة الطبيعية، ولذلك، لا یعرف الكثير من الناس الفرق بينهما، بل وفي بعض الأحيان یرونهما اسمین لمادة واحدة. يوجد هناك سبب آخر للخلط بين كلا المنتجين وهو : أنه في معظم المدن الإيرانية تسمى الشجرة التي يتم الحصول على اللبان منها بشجرة البطم وهذا خطأ بالکامل، وذلك لأن هذه الشجرة یستخلص منها التربنتين ولا اللبان.

إن زيت التربنتين واللبان مختلفان تمامًا عن بعضهما البعض ولكلٍ منهما خصائصه ومميزاته الخاصة به. حيث ثمة اختلاف بين زيت التربنتين واللبان في نواحٍ مختلفة نذكر منها: نوع الشجرة، ونوع الصمغ، وإمکانیة المعالجة، ولون المظهر، ومنطقة النمو، والخصائص الصحية. وقد أشیر إلی أوجه اختلاف التربنتین الطبیعي واللبان بشکل کامل في مقالة بهذا الاسم.

العلك الطبيعي

يتم تصنيف العلك بشكل عام إلى فئتين، العلك الطبيعي والعلك الصناعي (الكيميائي)، وذلك  وفقًا للقاعدة (القاعدة الصمغية) لمكوناته. إن معظم ماركات العلكة الموجودة في السوق یصنَّف في فئة العلكة الصناعية،  ولا تتمع العلكة الصناعية بأي خصائص طبية أو علاجية على عكس العلكة الطبيعية، وإنما يتم مضغها من أجل المتعة والتسلية. هذا في حين أن العلكة الطبيعية تتميز بخصائص قيمة بالإضافة إلى أنها تتمتع بجميع مميزات العلكة الصناعية. ولذلك فإن تناول العلكة الطبيعية مفيد للصحة. ولقد تمت مراجعة شاملة لصفات وخصائص كلا النوعين من العلكة وذلك في مقالة تبين الفرق بين العلكة الطبيعية والصناعية.

وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن بعض أنواع العلكة الصناعية تُصنع بقدرات وامكانات فريدة ومتطورة، نذکر منها العلكة الحاوية على النيكوتين، والعلكة المصحّية، والعلك المُنشط والمُحفز، والمُنحّف، وألخ. ولقد تم في مقالة العلكة ذات أداء خاص، الحديث بالتفصيل عن الأنواع المختلفة لهذه الفئة من العلك. إن العلك الطبيعي منتج يتم الحصول عليه من العصارة المتساقطة من أشجار البطم الأطلسي. تُعتبر العلكة الأساسیة أكبر وأهم مكوناتها، حيث انها في الواقع الجزء الذي یمنح العلكة قابلية المضغ، وفي العلكة الطبيعية يتم الحصول على هذا الجزء الأساسي من صمغ الشجرة.

العلك الطبيعي في أنحاء العالم

تعرف العلكة الطبيعية في العالم بأسماء مختلفة مثل: العلكة الطبيعية (Natural Gum)، والعلكة العضوية (Organic Gum)، والعلكة االخالية من البلاستيك (Free Plastic Gum). ومن العلامات التجارية العديدة للعلكة الطبيعية في العالم Simply Gum، وPür Gum، وChicza، وTrue Gum و…..، وعلى غرار العالم، ففي إيران هناك علامتان تجاريتان فقط تعملان على إنتاج العلك الطبيعي، أحدهما شركة سيفان کردستان لإنتاج العلکة الطبیعیة، التي تعمل في مجال إنتاج العلكة الطبيعية تحت العلامة التجارية «بَن». وللتعرف على جميع ماركات العلكة الطبيعية في العالم، ما عليك سوى أن تقرأ مقالة تعرّف أفضل أنواع العلكة الطبيعية في شتى أرجاء العالم.

علكة بَن الطبيعية 

إن العلك الطبيعي الذي يحمل علامة بَن التجاریة هو منتج إنما يتم استخلاصه وبشكل حصري من أشجار البطم الأطلسي (الفستق البري) وعلى الرغم من أنها تمرّ بمراحل إنتاج صعبة ومعقدة للغاية، إلا أن المنتج النهائي یتصف بجودة عالية، ومذاق مناسب، وسلامة وأصالة عالية. حيث أن تناول العلكة الطبيعية بدلاً من العلكة الكيميائية یتیح لك أن تحافظ على صحتك وسلامتك، كما ونظراً لاستخدام التربنتین (الصمغ الطبیعي لشجرة البطم) في إنتاج علکة بَن الطبیعیة فإنها تحتوي على جميع الخصائص المرتبطة بالصمغ الطبيعي.  وقد تم وصف مراحل إنتاج العلك الطبيعي من شجرة البطم بالتفصیل، في مقالة تحت عنوان: «مراحل إنتاج علك التربنتين».

إن صمغ التربنتين صمغ صالح للأكل تمامًا، كما ویجوز مضغه وابتلاعه. وفي الحقيقة، يمكن القول بأنه إذا ما ابتلعته بعد مضغه، سيمكنك ذلك من الاستفادة من خصائصه بشكل أكبر. وهذا الأمر ينطبق أيضًا على علكة بَن الطبيعية، وذلك لأن إنتاج هذه العلكة یعتمد بالكامل على الصمغ الطبيعي. وفي هذا الصدد، وبعد إجراء العديد من البحوث والاختبارات اللازمة، فقد نجحت علكة بَن الطبيعية في الحصول على تراخيص تسمح ببلعها من قبل منظمة الغذاء والدواء الإيرانية، ولذلك يمكن اعتبارها كعلكة صالحة للأكل. وقد أشیر إلی هذه الممیزة في العديد من المقالات العلمية، ولكسب المزيد من المعلومات اقرأ مقالة «لماذا تستطيع ابتلاع العلكة الطبيعية؟».

وتجدر الإشارة إلى أن العلك الصناعية لا یجوز ابتلاعها، ویعود السبب في ذلك إلى أن أنسجة هذه الفئة من العلكة لا يتم هضمها في المعدة وقد یتسبب ذلك بمضاعفات وذلك نظراً لخصائص هذه الأنسجة الكيميائية والبلاستيكية. هذا في حین أنه لا مانع في تناول وابتلاع العلكة الطبيعية.

خواص آدامس طبیعی بَن

ومن جملة الفوائد والمميزات التي تتمتع بها علکة بَن الطبيعية نذكر ما يلي:

• متوافق ومتلائم مع الجهاز الهضمي وذلك بسبب قوامها الطبيعی
• مقوٍ للجهاز الهضمي
• ذات ممیزات طبية
• صالح للابتلاع بسبب قوامه الطبيعي
• مفید في التئام وتقوية اللثة
• محتفظ برائحة الصمغ الطبیعي
• ذات قابلیة فريدة للمضغ
• لا تلتصق بالأسنان وحشوتها
• لا تستخدم فیها أية إضافات كيميائية وصناعية ضارة

• مدمر لبكتيريا هيليكوباكتر وبيلوري (المسببة لقرحة المعدة)