أوجه اختلاف العلك الطبيعي والصناعي

المقدمة

إن العلكة منتج ذات قابلیة للمضغ ولها تاريخ يمتد لآلاف السنين. وتعد العلكة إحدى الوجبات الخفيفة التي تم تناولها ولا یزال لأغراض مختلفة منذ آلاف السنين. کا ويعد من الوجبات الخفيفة التي تتواجد في سلل التسوق المنزلية، ويتناوله محبوه لأسباب متعددة. حيث يسعى بعض الأشخاص إلى تجربة النكهات المثيرة والغريبة، والبعض يتناولونها لخصائصها المعطرة والمزيلة للروائح الكريهة. ويبحث البعض الآخر أيضًا عن استخدامات أخرى لها كخصائصها العلاجية والطبية، والمصحّية، والمُنشطة والمُنحّفة والمعینة علی الإقلاع عن التدخین، وألخ وبناءً على ذلك، سيتم في هذه المقالة مناقشة أوجه الاختلاف بين العلك الطبيعي والصناعي.

حالياً، أصبحت أنواع العلكة أكثر شعبية ورواجاٌ مما كانت عليه في الماضي وأصبحت هناك أنواع متنوعة وكثيرة منها. حيث يمكن الحصول على العلكة في هذه الأيام بأشكال ونكهات مختلفة وفريدة من نوعها، أيضًا يتناولها الناس لأغراض مختلفة ترفيهیة، والصحیة، و غيرها من الأغراض. وبشكل عام، يتم تصنيف العلك في فئتین: “العلك الطبيعي” و“العلك الصناعي”. سيتم في هذه المقالة المعدة في شرکة بَن، دراسة أوجه الاختلافات  بين الفئتین.

العلكة

إن العلكة منتج يبدو حديثًا، إلا أن الدراسات أظهرت أن الناس كانوا على معرفة واسعة بالعلكة منذ قرون مضت وكانوا يتناولونها بأشكال مختلفة. وفي الحقیقة، فإن تاريخ العلكة يعود إلى ستينيات القرن التاسع عشرالميلادي.، وذلك عند استيراد مادة التشيكل من المكسيك، ومن المثير للاهتمام أن اليوناييون هم أول من قاموا بتقديم ظاهرة مضغ العلكة للعالم أجمع.

وعند البحث في تاريخ مضغ العلكة نجد أن الناس في جميع أنحاء العالم قاموا بمضغ أجزاء مختلفة من الأشجار کصمغها ولحاءها مثل العلكة لأغراض شتی. کما مضغت النساء اليونانيات صمغ شجرة المستكة (mastic أو mastiche) بهدف تنظيف أسنانهن وتطييب رائحة أفواههن. بينما قام سكان شمال أوربا بمضغ لحاء شجرة البتولا وذلك لخصائصها الطبية العديدة كتخفيف آلام الأسنان وللمتعة الموجودة في مضغها، كما كان شعب المايا يمضغ علكة شجرة الزعرور (sapodilla)، للتخلص من الجوع والعطش، كما مضغ هنود أمريكا الشمالية صمغ شجرة الحور أيضاً.

كما كان لاستخدام الأجزاء المختلفة من الأشجار كعلكة أمرًا شائعًا في إيران. فمضغ الإيرانیون القدامی صمغ شجرة البطم الأطلسي أو العلکة الطبيعية، ونظراً لخصائصها الطبية العديدة، فقد وُصفت من قبل أطباء مشهورين مثل ابن سينا ​​وذلك لعلاج أمراض مختلفة ومنها امراض الجهاز الهضمي. وتمت في مقالة «خصائص العلکة الکوردیة ومميزاتها الكاملة» تعریف هذا الصمغ بالکامل.

لبان طبيعي- علكة طبيعي- مستكة طبيعية
natural chewing gum

العلكة الأساسیة

اذا ما كنت ترغب في معرفة العلكة الطبيعية يجب عليك أولاً معرفة العلكة الأساسیة، إن أهم مكون في أي علكة هو العلكة الأساسیة، وفي الحقیقة فإن العلكة الأساسیة هي الجزء القابل للمضغ الذي یمنح العلکة میزة المطوطیة والمرونة، ففي الماضي كانت العلكة الأساسیة طبيعية أكثر ولم یکن الإنسان قادراً علی تصنيعها. بحیث کان معظم المواد التي یتم مضغها على شكل علكة، مصنوعة من الصموغ وغيرها من بقايا الأشجار والأعشاب والنباتات الأخرى.

وعلى وجه الخصوص فإن العلكة الطبيعية في شكله الشائع یشتقّ من عصارة أو صمغ بعض الأشجار الخاصة في العالم، بحيث يشمل الجزء الأکبر والمتنوع جدّاً منه الصمغ العربي، صمغ شجرة البطم، صمغ التشيكل والخ. بحيث يمكنك رؤية بعض العلك الأساسیة من نوع التشيكل في الصورة أدناه. وفي إيران تشتق العلكة الطبيعية من صمغ شجرة البطم الموجودة في غابات جبال زاغروس.

العلك الطبيعي والصناعي

يعد الفرق بين كل من العلك الطبيعي والصناعي من النقاط المهمة بالنسبة لمتناوليه . فإذا تكوّنت العلكة علی أساس علکة طبيعية، تسمى عندها بـ “العلك الطبيعي”، وإلا فإن المنتج النهائي يسمى “العلك الصناعي”، یشتهر العلك الطبيعي، بمسمیات أخری کـ: علك التربنتين وعلك البطم والعلك العضوي والعلك الخالي من البلاستيك والعلك الشجري وعلك التشيكل والعلك الجبلي. کما يُعرف العلك الصناعي بالعلك الاصطناعي والعلك العادي والعلك الكيميائي والعلك الشائع والعلك اليومي. وفي ما يلي، تمت مناقشة الفروق بين هذين النوعين من العلكة بشكل أكبر وذلك من خلال موقع بان.

أ) العلك الطبيعي:

إذا تكوّنت العلكة علی أساس علکة طبيعية والعصارة المتساقطة من الأشجار، تسمى عندها بـ “العلك الطبيعي” بحيث يتم إنتاجها واستثمارها في ظروف أكثر تكلفة وصعوبة، ولهذا السبب، نجد ماركات العلكة الطبيعية محدودة وأقل بکثیر من ماركات العلك الأخرى الموجودة في السوق. وقد أدى ذلك إلى قلة المعرفة العامة لهذه الفئة من المنتجات. وفي مقالة آخرى تحت عنوان “التعريف بأفضل أنواع العلكة الطبيعية في العالم”، تمت مناقشة کافة ماركات العلكة الطبيعية بالتفصیل. وفي إيران، وبسبب الظروف المناخية الخاصة في البلاد، نجد عدداً من العلامات التجاریة الموثوقة بها في مجال إنتاج العلك الطبيعي، التي تنتج العلك من الصمغ المستخلص من شجرة البطم فقط والتي تنمو في غابات زاغروس غربيّ البلاد.

ب) العلك الصناعي:

إذا ما كانت العلكة الأساسیة المستخدمة في إنتاج العلك صناعية أو مصنوعة من مركبات كيميائية، فيُسمى المنتج النهائي منها بـ “العلك الصناعي”. إن العلکة الأساسیة الاصطناعية أرخص بكثير وفي المتناول بسهولة أكثر؛ إلا أنها تفتقد ممیزات العلکة الأساسیة الطبيعية. حالياً، هناك العديد من أنواع العلك الأساسیة الاصطناعية، والتي تشکّل أساس معظم انواع العلكة المُنتجة في العالم. والسبب في ذلك یعود إلی أنها أوفر وأرخص وأسهل من ناحية الإنتاج بنسب کبیرة. وإن معظم أنواع العلك التي يتم عرضها في الأسواق وبعلامات تجارية مختلفة یتم تصنیفها في فئة العلكة الصناعية (العادية). وقد يكون للعلكة الصناعية شتی الصفات کإمکانیة نفخها وفقعها، ومیزتها المصحیة وألخ، مما یسوق إلیها هواتها إلا أنها لا تمتلك خصائص علاجية أو دوائية.

الفرق بين العلكة الطبيعية والصناعية

ونشيرفيما يـلي إلى بعض الفروق بين العلكة الطبيعية والعلكة المصنوعة مـن مواد كيميائية:

  • العلکة الأساسیة الطبيعية، على عكس العلكة الصناعية، يتم الحصول عليها من العصارة المتساقطة من الأشجار، وليس من المواد الكيميائية.
  • تتمتع العلكة الطبيعية بخصائص طبية وعلاجية بالإضافة إلى ما تتمتع به العلكة العادية من ممیزات.
  • لا تمتلك العلكة الصناعية أو الكيميائية أية خصائص طبية، بل وتقتصر هذه الخاصية على العلكة الطبيعية.
  • إن العلك الطبيعي على عكس العلك الصناعي یأخذ في الذوبان ويتغير شكله في درجات الحرارة العالية.
  • یجوز بلع العلكة الطبيعية نظراً للنقاط المشار إلیها أعلاه ولا يتسبب ذلك بأية مشاكل للجهاز الهضمي.
  • تساعد العلكة الطبيعية على هضم الطعام وتعد کوجبة نهائیة مفيدة عند استضافة الضیوف.
  • إن العلك الطبيعي على عكس العلك الصناعي قابل للتحلل نظراً لاستخلاصها من الطبيعة
  • عادة ما تكون العلكة الطبيعية خالية من الإضافات الضارة والكيميائية والتي تدخل في مکونات العلك الأخرى.
  • إن العلكة الطبيعية على عكس أنواع العلكة الأخرى، أقل استساغة للنکهات وذلك بسبب قوامها الطبيعي وبالتالي يتم إنتاجها بنكهات محدودة.
  • ونظراً لكون العلكة الطبيعية قابلة للتحلل من الناحیة البیئیة، فإنها سوف تتحلل عند إلقائها في الطبيعة.
  • تختلف العلكة الطبيعية بکثیر عن العلکة الصناعية من ناحیة المكونات.
  • لا تُستخدام أي مواد أو ألوان ضارة أو نكهات كيميائية في إنتاج العلكة الطبيعية.
  • تتأثر العلكة الطبيعية بالطقس بسبب قوامها الطبيعي ولذا يجب حفظها في درجة حرارة معتدلة.
  • يختلف العلك الطبيعي في ملمسه ومذاقه بحيث يتمتع بطعم التربنتين الطبيعي .

مميزات وخصائص العلك الطبيعي مقارنة بالعلك الصناعي

استناداً لما أشیر من الفوارق بين العلكة الطبيعية والعلكة الصناعية، فتتميز الأولی بالخصائص التالي بیانها:

  • تتمیز بالعديد من الخصائص الطبية وذلك نتيجة استخدام صمغ التربنتين
  • مقوية مؤثرة للجهاز الهضمي (المعدة والأمعاء والكلى)
  • مساعدة على هضم الطعام بشكل أفضل (خاصة الأطعمة الدسمة)
  • جائز بلعها لأنها مصنوعة من الصمغ الطبيعي
  • واقیة من تسوس الأسنان ومفیدة في التئام وتقوية اللثة
  • مدمرة لبكتيريا هيليكوباكتر وبيلوري (المسببین لقرحة المعدة)
  • معطِّرة الفم ومفیدة في التخلص من الرائحة الكريهة للفم والأسنان
  • متوافقة ومتلائمة مع الجهاز الهضمي للإنسان لکونها طبیعیة
  • قابلة للتحلل من الناحیة البیئیة وصديق حقيقي للبيئة
  • خالیة من الإضافات الكيميائية والصناعية الضارة

علكة بَن الطبيعية

تُعتبرعلكة بَن الطبیعیة وبدون مبالغة من أكثر أنواع العلكة سلامةً وأكثرها تميزًا في العالم كله، ويتم استخلاصه وبشكل حصري من أشجار البطم الأطلسي (الفستق البري) والتي تنمو في منطقة محدودة من البلاد. إن البطم الأطلسي (Pistacia atlantica) شجرة من فصیلة أشجار الفستق ؛ ما یسمی في إیران بشجرة «بَنه» أو الفستق الجبلي (وفي اللغة الکوردیة یقال لها «دار ون» و«دار بن») وتتصنف تحت هذه الشجرة ثلاثة أنواع تحمل الأسماء التالية: Cabolica و Kurdica وmutica، وفي إیران لا يمكن حصاد الصمغ أو عصارة الأشجار إلا في المناطق الباردة الموجودة في غربيّ البلاد.

إن علکة بَن الطبیعیة منتج صحي یستخلص من عصارة متساقطة من شجرة البطم الأطلسي وهي صمغ مسمی بـ «سَقِّز» في إیران أخضر اللون یفرز من جذع هذه الشجرة في فصول محدودة من السنة، وعلى الرغم من صعوبة عملية إنتاج هذا المنتج وتعقیدها البالغ، إلا أن المنتج النهائي یتصف بجودة عالية، ومذاق مناسب، وسلامة وأصالة عالية. وفي ظل تحول معظم المنتجات الغذائية إلى الميزة الصناعية والكيميائية وذلك لتحقيق الإنتاجية الصناعية وجني الأرباح، إلا أن هذا المنتج يتم إستخراجه من قلب الطبيعة مما يضمن للمستهلك تناولها بإطمئنان وسکینة بالنسبة لصحته.

آدامس طبیعی بَن
لبان طبيعي- علكة طبيعي- لبان مستكة طبيعي

النتيجة

للأسف تسمح القوانين لمنتجي العلكة الصناعية بعدم الإفصاح عن التفاصيل المتعلقة بمكونات العلكة، والتي عادة ما تكون غير صحية، والاكتفاء بإدراج عبارة «العلكة الأساسیة». وبالتحدید فإن المکون الفعلي للعلكة الأسایة عادةً ما يكون سرًا تجاريًا لا يتم كشفه بسهولة، إلا أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) صنفت 46 مادة كيميائية مختلفة ضمن مکونات العلكة الأساسیة، حيث تشمل: الشبكات الطبيعية المتخثرة أو السميكة ذات الأصل النباتي، والشبكات الاصطناعية المتخثرة أو السميكة، والمواد البلاستيكية أو المنعمات، وصموغ التربين ومضادات الأكسدة.

لذلك، فمن الضروري أن تكون أكثر حذراً في اختيار منتج يرتبط بشكل مباشر بصحة الفم والأسنان والجهاز الهضمي وأن تكون أكثر وعياً عند القيام بعملية الشراء. فزیادة المعلومات مما يساعد علي زيادة الوعي والمعرفة بالنسبة للمنتجات ذات التوجه الصحي والطبيعي وتناولها. وتمت في هذه المقالة مناقشة الفروق بين كل من العلكة الطبيعية والعلکة الصناعية، ويمكنك أن تختار منهما العلكة الطبيعية بصفتها أحد المنتجات ذات التوجه الصحي التي تبدو خيارًا جيدًا.

واليوم، فلقد وجدت العلك الطبيعية كعلكة بَن الطبيعية المزيد من الهواة من بین المعجبين بالعلكة. فإن العلكة الطبيعية تضمن لك الصحة والسلامة فضلاً عن تمیّزها بالخصائص التي تتمتع بها أنواع العلك الأخرى، وفي النتيجة يمكن اعتبار هذا المأکول المطاطي الطبيعي من بين الأكثر شعبية في عالم المسليات الخفيفة.

دسته ها :

آنیتا رشادت

أترك تعليق